ورشة بطنجة لتقديم نتائج تشخيص استهلاك الطاقة على المستوى الجهوي

طنجة تيفي

انعقدت اليوم الجمعة بطنجة ورشة عمل مخصصة لعرض نتائج تحليل استهلاك الطاقة على المستوى الجهوي، وذلك في إطار الورش الوطني لإعداد المخططات الجهوية للنجاعة الطاقية وإزالة الكربون.

والتأم في هذه الورشة، المنظمة بمبادرة من الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية ومجلس جهة طنجة–تطوان–الحسيمة وولاية الجهة والوكالة الأندلسية للتعاون الدولي من أجل التنمية، عدد من ممثلي الجهات المعنية والفاعلين على المستوى الجهوي.

وتندرج هذه الورشة ضمن دينامية وطنية تهدف إلى مواكبة الجهات في مساراتها الانتقالية الطاقية والبيئية، حيث تجمع مختلف الفاعلين المعنيين على مستوى الجهة من أجل عرض ومناقشة تشخيص استهلاك الطاقة على المستوى الجهوي، إلى جانب تقديم التوجهات الأولية للمخطط الجهوي للنجاعة الطاقية وإزالة الكربون، الجاري إعداده.

وت تيح الدراسة المنجزة إعداد تشخيص دقيق لاستهلاك الطاقة على مستوى الجهة، من خلال تحديد الاستخدامات الرئيسية، والفئات الكبرى المستهلكة للطاقة، والتوجهات القطاعية، بالإضافة إلى جرد المبادرات التي تم تنفيذها في مجال النجاعة الطاقية، لاسيما في قطاعات البناء والإنارة العمومية، والنقل، والصناعة، والفلاحة.

كما ت برز هذه الدراسة مكامن الترشيد الطاقي وفرص تحسين الأداء الطاقي، مع مراعاة الخصوصيات المحلية وأولويات التنمية الجهوية.

في هذا السياق، أكد رئيس قطب الاستراتيجية والتنمية بالوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، رضوان يسوف، أن هذه الورشة، وهي الثالثة من نوعها على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تأتي ضمن المسار المتعلق بإعداد المخطط الجهوي للنجاعة الطاقية وإزالة الكربون، مشيرا إلى أن اللقاء خصص لتقديم نتائج تحليل استهلاك الطاقة على مستوى الجهة، خاصة في قطاعات الصناعة والنقل والبناء والإنارة العمومية والفلاحة.

وأوضح السيد يسوف أنه سيتم إعداد خطة عمل بناء على تشخيص دقيق للاستهلاك الطاقي حسب كل قطاع بالجهة، مبرزا أن هذه الخطة ستقترح مجموعة من المشاريع التي يمكن تنفيذها على المدى القصير والمتوسط، بشكل يتماشى مع البرامج وخطط التنمية الجهوية.

وأشار أيضا إلى أن الوكالة بصدد التحضير لتنظيم يوم وطني للنجاعة الطاقية سيتم خلاله تقديم المخططات الجهوية للنجاعة الطاقية وإزالة الكربون الخاصة بجميع جهات المملكة، وذلك بهدف مناقشة سبل تمويل وتنفيذ المشاريع والإجراءات المدرجة ضمن هذه المخططات.

من جهته، أكد المدير العام للمصالح بمجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ربيع الخمليشي، أن جهة الشمال، بما تتمتع به من موقع استراتيجي ونسيج اقتصادي نشيط وإمكانات طبيعية، مدعوة للعب دور ريادي في الجهود الوطنية لإزالة الكربون، وأن تكون في طليعة التحولات الطاقية، مشيرا إلى أن إعداد هذا المخطط يعكس التزام المجلس بجعل الجهة تسلك مسارا تنمويا مستداما ومر نا.

وأبرز أن هذا المخطط ينسجم بشكل تام مع تنفيذ برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، الذي يركز على الانتقال الطاقي والاستدامة الترابية والجاذبية الاقتصادية، بتوافق تام مع توجهات النموذج التنموي الجديد والتزامات المغرب في مجال الانتقال الطاقي وتحقيق الحياد الكربوني في أفق 2050.

وقال “في سياق مواصلة الجهود المبذولة، وامتدادا للورشات السابقة، نطمح إلى تعزيز الدينامية القائمة، وتطوير فهم أعمق لأنماط استهلاك الطاقة على المستوى الترابي، وتحديد الرافعات الفعالة، وبناء أسس خطة عمل قابلة للتنفيذ، تتماشى مع أولويات وواقع الجهة”.

وشدد على أن المرحلة الحالية ت عد “أساسا ضروريا لتحديد تدابير م وجهة وفعالة وواقعية، من أجل تحسين الأداء الطاقي على مستوى الجهة وتقليص الانبعاثات بشكل ملموس”.

وقال “تقع علينا جميعا، وبشكل جماعي، مسؤولية تعزيز هذا المخطط، وضمان تبنيه من طرف كافة الفاعلين الترابيين، والشروع في تنفيذه عبر مشاريع ملموسة وقابلة للقياس”.

بدوره، أشار منسق منطقة المغرب بالوكالة الأندلسية للتعاون الدولي من أجل التنمية، مصطفى الوقفاوي راوي، إلى أن الورشة خصصت لتقديم نتائج المرحلة الأولى من إعداد المخطط الجهوي للنجاعة الطاقية وإزالة الكربون، والذي يجري تنفيذه في إطار مشروع ممول من حكومة إقليم الأندلس بشراكة مع الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، مبرزا أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تحظى بأهمية خاصة لدى الحكومة الجهوية للأندلس، التي تربطها بها شراكات مثمرة.

وحسب عرض ق دم بهذه المناسبة حول تحليل المعطيات الطاقية وإعداد الحصيلة العامة والقطاعية للطاقة، بلغ الاستهلاك النهائي للطاقة على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة سنة 2022 ما مجموعه 1852 كيلوطن مكافئ نفط (ktep)، في حين تشير التوقعات إلى أن هذا الاستهلاك، حسب القطاعات، سيرتفع من 1994 إلى 2748 كيلوطن مكافئ نفط خلال الفترة ما بين 2023 و2030، بمعدل نمو سنوي متوسط يناهز 4,7 % .

استنادا إلى هذا التشخيص القطاعي، سيتم إعداد مخطط عمل جهوي يتضمن مجموعة من المشاريع القابلة للتنفيذ على المدى القريب والمتوسط، بما ينسجم مع البرامج والمخططات التنموية للجهة.

يذكر أن هذا المسار يعتمد على مقاربة تشاركية ت شرك كافة الفاعلين الجهويين المعنيين خلال جميع مراحل الإعداد، بهدف ضمان فهم مشترك للتحديات الطاقية والبيئية على المستوى الجهوي، وتعزيز الانخراط حول الحلول المقترحة.

كما تسهم هذه المقاربة في ضمان تدبير أمثل للموارد التي سيتم تخصيصها لهذا الغرض، من خلال تركيز الجهود على الرافعات الأكثر فعالية في مجال تقليص الاستهلاك الطاقي والانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.

وتمثل هذه المحطة مرحلة أساسية في بناء استراتيجية جهوية مندمجة ومتناغمة مع التزامات المغرب في مجالي النجاعة الطاقية وإزالة الكربون، كما تعكس الإرادة الجماعية في جعل الانتقال الطاقي أولوية مركزية ضمن مسار التنمية المستدامة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.

ج/م ه

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً